تعرف على فضائل شهر رجب وما هي بدع شهر رجب التي يجب إن نحذرها
فضائل شهر رجب نقدمها لكم من خلال “مجلة يوم بيوم“، حيث يهل علينا شهر رجب بنفحاته الطاهرة التي تُنبئنا بقرب شهر القرآن، فنسعى جاهدين من أجل التعبد والتقرب إلى الله، آملين أن يتغمدنا الله برحمته ويهبنا غفرانًا على ما أخطأنا، فنجتهد بالصلاة والصيام والدعاء، وحتى ترك المعاصي والمنكرات.
محتويات الموضوع
:: فضائل شهر رجب عند الفقهاء ::
شهر رجب من الأشهر الحُرُم التي قال عنها الله عزّ وجل في كتابه العزيز« إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ » *سورة التوبة* الآية (36)
التي حرَّم الله فيها القتال وفعل الخبائث، وأمرنا بترك المُنكرات وجعل عمل الخير فيها مضاعف الأجر، وقد قيل عن سبب جعل تلك الأشهر حُرمًا هو أن؛ الناس يذهبون للحج في شهر ذي الحجة فأراد الله أن يُأمنهم أثناء رحلة الذهاب في شهر ذي القعدة.
وخلال فترة عودتهم إلى أوطانهم في شهر المحرم، أما عن شهر رجب فهناك الكثير من الأقوال حول جعله من الأشهر الحرم، فمن العلماء من أكد أن سبب حرمته هو أن يجعل الله للناس هدنة من القتال في منتصف العام.
ومنهم من قال بأن هذا الشهر ذهب فيه المسلمين لأداء شعائر العمرة، فأراد الله لهم أن يأمنوا على أنفسهم في بيته الحرام، أما عن فضل هذا الشهر الكريم فهو شهر الخير والبركة.
وقد أسرى الله فيه برسوله الكريم « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ » *سورة الإسراء* الآية (1) وكذلك تحول القبلة من المسجد الأقصى للمسجد الحرام ليظل البيت الحرام هو قبلة المسلمين حتى قيام الساعة.
ولم يشر الفقهاء إلى أي فضل زائد لشهر رجب عن غيره من الشهور الأخرى، سوى حُرمة القتال فيه كما ذكرنا، وذلك كما جاء في حديث قتادة الذي قال:
” اعلموا أن الظُلم في الاشهُر الحُرُم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا ولكنّ الله يُعظِم من أمره ما يشاء” وعلى ذلك فليس هناك تفضيل لشهر رجب الكريم سوى أنه من الأشهُر الحُرُم.
:: فضل صيام شهر رجب عند الفقهاء والمحدثين ::
لم يذكر الفقهاء أو المحدثين ولم يأتي في السُنة أو القرآن الكريم أنَّ هناك فرض من صيام شهر رجب أو تخصيص بعض الأيام فيه، حيث أن عبادة الصيام لها أجرها في أي يوم سواء كان في رجب أو غيره.
ولم يتم تخصيص شهر رجب بدليل قاطع مؤكد، ولم يفعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا الخلفاء، وقد جاء في مُسند الإمام أحمد عن خرشة بن الحر قال
” رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية”
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله “لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيام شيئًا منه معيب وليس هناك إلزام لقيام ليلة الإسراء والمعراج ولا الاحتفال بها” إذن؛ لم يرد في الشرع أصلًا لتخصيص بعض الناس أيام من شهر رجب للصيام.
:: الأسماء الأخرى لشهر رجب ::
سُميَ شهر رجب بشهر التعظيم لأن الملائكة تترجب فيه بالتهليل والتسبيح والتحميد، ومن أسمائه أيضًا الشهر الأصم والسبب يعود لأن لا تُسمع فيه أصوات السيوف بسبب حرمة القتال فيه.
ولشهر رجب العديد من الأسماء الأخرى التي أُطلقت عليه، فقد سميَ بشهر مُضر وذلك نسبةً إلى قبيلة مُضر التي كانت تعظم هذا الشهر بشدة وتحافظ على حرمته أكثر من أي قبيلة أخرى.
وسُميَ أيضًا شهر رجب بـ الشهر الأصب بسبب الرحمة الإلهية التي تُصَب على العباد فيه، وسُميَ بالفرد أيضاً لأن الأشهر الحرم جاءت متتابعة ذي القعدة، ذي الحجة والمحرم، إلا شهر رجب فقد جاء منفردًا في منتصف العام.
وهناك أسماء أخرى لشهر رجب مثل:
- مقشقش
- مبرئ
- مطهر
- معلى
- مقيم
- هرم
- منفس
- شهر الله.
- مُنْصِل الأسنّة
:: بدع شهر رجب ::
في قديم الزمان كان الكفّار يزيدون من الشهر الذي يسبق رجب أيامًا ليواصلوا القتال والحروب مع بعضهم البعض، لذلك أنزل الله تعالى في كتابه الكريم «إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ» *سورة التوبة* الآية (37)
ماذا يعني النسيء؟ هو أن يزيد القوم من أيام شهرٍ بعينه، وقد قام العرب بفعل هذا الشيء وذلك لتفادي التعدي على حرمة شهر رجب، فكانوا يدَّعون بأن شهر جمادى لم ينتهي من أجل أن يغيروا على القبائل ويقومون بالقتال، مدَّعين بذلك بأنهم لم يتعدوا على حُرمة الشهر الذي حرَّم الله فيه القتال.
وقد تم انتهاء هذه البدعة حينما حجَّ رسول الله وخطب في الناس ” إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ” أي قد عاد كما كان كي يطمئنهم أنهم يؤدون فريضة الحج في التاسع من ذي الحجة.
.: بدعة إخراج الزكاة في شهر رجب :.
هناك بعض الناس يقومون بإخراج زكاة أموالهم بشهر رجب معتقدين أن إخراج الزكاة في هذا الشهر له فضائل خاصة، بل أن البعض يقوم بإخراج الزكاة رغم أنها لم تستوفي المدة الشرعية لإخراجها.
اعتقادًا منهم أن لذلك حسنات مضاعفة، وهذا يسري أيضًا على إخراج الصدقة، فيعتقد البعض أيضًا وخاصًة في دمشق أن إخراج الصدقة له أجل مضاعف.
إلا أن؛ ليس هناك نصًا شرعيًا على أن إخراج الصدقة والزكاة من فضائل شهر رجب وله أجر مضاعف، فيجب على كل مسلم أن يقوم بإخراج الزكاة في وقتها الصحيح ولا يؤخرها لشهر رجب ولا يستقدمها لشهر رجب، وأن إخراج أي أموال لوجه الله تعالى لا يكون عليه أجرًا مضاعفًا في هذا الشهر الكريم.
.: الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج :.
تحتفل الأمة الإسلامية في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب بليلة الإسراء والمعراج، وهي الليلة التي أُسريَ فيها بالرسول صلى الله عليه وسلم، فنجد إقامة الاحتفالات والولائم وإخراج قصائد وعمل حلوى وما إلى ذلك من أشكال الاحتفالات.
وقد أجمع الفقهاء والمحدثين بأن هذا الاحتفال ليس له أصل في السُنة النبوية المطهرة، حيث أن الرسول الكريم لم يقُم بالاحتفال بهذه الليلة، ومن بعده لم يقوم أحد من الصحابة بالاحتفال كذلك، ولا من السلف ولا من الخلفاء الراشدين.
وقد أكد ابن تيمية أنَّ؛ ليس هناك دليل على الاحتفال بهذه الليلة، لذلك تعتبر هذه بدعة قد حذّرنا منها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فأصبحت باطلة لأنها تخالف الشرع والسُنة.
قدمنا لكم كل ما يخص فضائل شهر رجب وكذلك قدمنا البدع المتبعة فيه والتي يجب أن نتوقف عن فعلها مرضاةً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، نتمنى منكم القيام بنشر المعلومة حتى تصل لكل من يبحث عنها أو من لا يعرفها، ويُسعد اسرة الموقع أن تتلقى أي استفسار في أي وقت، وننتظر متابعتكم في قسم “رياض الصالحين” ليصلكم كل جديد