عمليات القلب المفتوح : اسبابها وأنواعها وكيفية اجرائها
القلب هو أهم عضو في جهاز الدوران، فهو المسئول عن ضخ وتوزيع الدم إلى كل أجهزة الجسم من خلال الأوعية الدموية للقيام بوظائفها، والقلب به حجرات أربعة، هذه الحجرات يتوزع بها الدم الغير نقي والدم النقي ويفصل بينهم الغشاء التاموري.
والقلب هو المسئول الأول عن حياة الإنسان، لكن قد يُصاب القلب ببعض الأمراض التي تُوجب التدخل الجراحي، ومن أشهر هذه الجراحات، جراحات القلب المفتوح.
محتويات الموضوع
جراحة القلب المفتوح
عمليات القلب المفتوح أصبحت من العلاجات المألوفة في الحقل الطبي، وهي تقوم بتحسين التدفق للدم الذي يصل إلى النسيج الموجود في عضلة القلب، ويُسمى هذا طبيًا بمجازة الشريان التاجي أو CABG.
وأكثر الناس عُرضة لإجراء عمليات القلب المفتوح هم المصابين بأمراض في الشريان التاجي والصمامات، وذلك بعد أن تُصاب الأوعية الدموية بالضيق والصلابة، مما يجعل وصول الاكسجين صعبًا إلى القلب.
كيف تصاب الأوعية الدموية
وتُصاب الأوعية الدموية بالتصلب نتيجة التراكم والترسبات التي تحدث نتيجة التراكم الكبير لنسبة الدهون على جدار الوعاء الدموي، مما يتسبب في ضيق الأوعية الدموية، وبالتالي يصعب التدفق للدم من خلالها إلى القلب، وهذا ينعكس بالسلب على صحة القلب الذي يتأثر في أداء وظائفه.
ونتيجة لهذا يتعرض الإنسان إلى الإصابة بالنوبات القلبية والأمراض الأخرى، وفي هذا الموضوع سوف نستعرض أنواع جراحة القلب وكافة المعلومات المتعلقة بجراحة القلب المفتوح.
ما هي أنواع جراحة القلب
بسبب أهمية القلب بالنسبة للإنسان يقع داخل القفص الصدري، لكي يكون محميًا تمامًا والقلب بحجم قبضة يد الإنسان، ويقوم بعمل في غاية الأهمية؛ حيث يستقبل الأذين الأيمن كمية دم غير مؤكسج (أي لا يحمل أكسجين)، ثم يفتح لها الصمام ثلاثي الشُرفات (Tricuspid valve)، لكي تمر إلى البطين الأيمن ثم يُغلق الصمام حتى لا تعود هذه الكمية الغير مؤكسجة مرة أخرى.
كيف يعمل القلب ؟
ويمر الدم الغير مؤكسج خلال الشرايين الرئوية (Pulmonary arteries)، حتى يصل إلى الرئتين لكي يحصل على الأكسجين، وبعد حصوله على ما أراد يعود للقلب ثانيًا محملاً بالأكسجين عابرًا أوردة رئوية ويقوم الشريان الأورطي بضخه إلى الجسم كله عبر الشرايين.
هكذا تعمل ميكانيزم القلب بمنتهى الدقة، لكن بسبب الكثير من العوامل الخارجية والداخلية، يتعرض القلب للعديد من المشاكل الصحية والإصابة بأمراض كثيرة، وهنا يكون التدخل الجراحي هو القرار الأمثل، ولكن هل العلاج الوحيد هو اللجوء إلى إجراء عمليات القلب المفتوح ؟ أم هناك أنواع أخرى من العمليات الجراحية التي تتم للقلب؟
أسباب إجراء جراحات القلب الأخرى
بالطبع هناك أنواع أخرى من العمليات الجراحية لإصلاح وعلاج مشاكل القلب وهي تُسمى بجراحات القلب طفيفة التوغل، والتي تعالج وتصلح الآتي:-
- علاج الصَمام ثلاثي الشُرفات.
- إصلاح وعلاج بعض مشاكل الصمَام التاجي.
- استبدال الصَمام التاجي.
- إغلاق الثقب المفتوح البيضاوي وعلاج عيوب حاجز الأذين والبطين.
- تركيب صمام أبهر جديد.
- إصلاح رجفان الأذين.
- إزالة الوريد الصافن.
- جراحة مجازة الشريان التاجي.
لكن في حالة تحويل مسار الشريان التاجي، أو المشاكل الأخرى التي تُصيب القلب، قد لا يوجد أمام الطبيب حل غير اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح.
ما هي عمليات القلب المفتوح
تُعد جراحة القلب المفتوح من أكثر أنواع الجراحات شيوعًا وأكثرها خوفًا من الإنسان، وفي الغالب يتم اللجوء إلى إجراء هذه الجراحة للمرضى الذين يعانون من أحد المشاكل الآتية:-
أسباب إجراء عمليات القلب المفتوح
- قصور عمل الشرايين التاجية.
- تغيير بعض صمامات القلب.
- تركيب جهاز تنظيم خفقان القلب.
- المشاكل التي تعيق تدفق الدم إلى أجزاء القلب.
- علاج تضرر أصاب القلب.
- زراعة قلب جديد.
- إصلاح بعض العيوب الخلقية عند الأطفال.
كيف يتم إجراء عمليات القلب المفتوح
تتم العملية من خلال إجراء عدة خطوات، هذه الخطوات تشمل المرحلة السابقة للجراحة، ووقت الجراحة وأخيرًا فترة ما بعد الجراحة، وسوف نتناول كل واحدة بشكل مُفصل.
قبل إجراء عملية القلب المفتوح
قبل إجراء الجراحة لابد من عمل عدة إجراءات طبية من أجل سلامة المريض وهي:-
- إبلاغ الطبيب بالتاريخ المرضي الكامل للمريض.
- معرفة كل الأدوية التي يتناولها المريض، وما إذا كان يعاني من نزلة برد أو غيره من الأمراض العارضة.
- عمل فحوصات دم تشمل معرفة وظائف الكلى والكبد وكل الأعضاء الأخرى.
- عمل فحص دم كامل.
- إخبار الطبيب بكل الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض.
- إيقاف الأدوية التي تعمل على زيادة سيولة الدم.
- عرض نتائج الفحوصات على طبيب التخدير والجراح.
- منع التدخين قبل إجراء الجراحة بأربعة عشر يوم.
- استحمام المريض قبل العملية بصابونة قاتلة للبكتريا والميكروبات، حتى لا يتعرض لعدوى أثناء الجراحة.
فترة إجراء عملية القلب المفتوح
تستغرق العملية مدة زمنية تتراوح ما بين الثلاثة ساعات إلى الستة ساعات، وتسير العملية على النحو التالي:-
- يتم إعطاء المريض جرعة بنج كُلي تتناسب مع حالته الصحية وعمره.
- يشق الطبيب صدر المريض بشق بمقدار يتراوح ما بين 20 إلى 25 سم.
- يقوم الجراح بتقطيع بعض العظام من القفص الصدري، من أجل الوصول إلى القلب.
- بعد الوصول إلى القلب يتم توصيل جسم المريض بأحد الأجهزة المخصصة للقيام بنقل الدم خارج القلب، (في بعض الجراحات لا يتم استخدام هذا الجهاز).
- يقوم الطبيب بأداء المهمة المطلوبة.
- يضع الطبيب وعاء دموي لكي يصنع طريق من أجل تدفق الدم من خلاله، ويبتعد عن الوعاء الذي قام بإغلاقه.
- يقوم الطبيب بإغلاق القفص الصدري، ثم عمل خياطة في الشق الذي شقه في الصدر.
بعد الإنتهاء من عملية القلب المفتوح
بعد خروج المريض من غرفة العمليات، يتم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة لمتابعة حالته بدقة ووضعه تحت الملاحظة المستمرة، والاتباع لبعض الإجراءات الطبية المتمثلة في:-
- وضع ثلاثة أنابيب في الصدر من أجل التخلص من السوائل الناتجة عن العملية في القلب.
- وضع أنبوب تغذية في الذراع.
- وضع أنبوب في المثانة للتخلص من البول.
- ربط المريض بجهاز قلب، وهو مسئول عن ملاحظة أداء القلب.
- وضع ماسك الأكسجين للمريض عند الحاجة إليه.
- بعد استقرار الحالة يتم نقل المريض إلى غرفة عادية.
- بعد مُضي سبعة أيام يخرج المريض من المستشفى.
أعراض ما بعد عملية القلب المفتوح
عمليات القلب المفتوح تماثل كل العمليات الجراحية، ولها بعض الأعراض التي تصاحبها، ومن هذه الأعراض:-
- شعور بألم في الصدر عند عملية التنفس، أو عند النوم.
- ظهور آلام في الظهر ومنطقة الضلوع، وسوف يقوم الطبيب بوصف المسكنات المناسبة لمدة محددة.
- يقوم الطبيب بتحديد مواعيد حركة المريض التي يجب أن تكون بشكل منتظم ومحدد، على عكس معظم العمليات الجراحية.
- إصابة القدم بالتورم.
نصائح بعد عملية القلب المفتوح يجب اتباعها
على المريض بعد إجراء عملية القلب المفتوح، أن يعمل على تطبيق بعض النصائح الهامة من أجل سلامته، وبلوغ الشفاء، والتي تتمثل في:-
- ضرورة تأهيل المريض من أجل عودته لممارسة حياته الطبيعية.
- الاتباع لنظام تناول الأدوية في مواعيدها الصحيحة.
- الحركة كما حددها الطبيب.
- اتباع نظام غذائي صحي يشمل البروتينات والألياف واستبدال السمن بالزيت، فضلًا على المعادن والفيتامينات.
- عدم تعريض الجرح للماء المباشر، والاستعانة بقطن مبلل.
- عدم التعرض لمجهود بدني.
- أخذ قسط من الراحة خلال فترة النهار.
- عدم حمل شيء ثقيل.
- تنظيم ساعات النوم.
- عدم قيادة السيارات.
- عمل فحوصات دورية لمعرفة الحالة الصحية.
- مراجعة الطبيب بشكل منتظم.
عملية القلب المفتوح لكبار السن
يتعرض كبار السن للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مع التقدم في العمر، ومن أهم ما يتعرضون له؛ الأمراض التي تُصيب القلب والشرايين والتي يستلزم فيها اللجوء إلى إجراء عملية القلب المفتوح.
ومما لا شك فيه أن كبير السن يُعتبر حالة خاصة، تستلزم عناية طبية كبيرة عند اللجوء لعملية القلب المفتوح، خاصًة وأنه يعاني من قصور بوظائف الكثير من الأعضاء مع التقدم في السن، وهذا القصور يتمثل في:-
قصور وظائف الأعضاء لدى كبار السن
(أ) قصور وظيفة الرئة .. تنخفض لدى كبار السن عملية عملية التهوية والتبادل الغازي الناتج عن الضعف الذي تُصاب عضلات الصدر به، وتزيد الرئة حجمًا وتُصاب بالانتفاخ كلما تقدم العمر، وهذا كله يؤدي إلى نقص كمية الأكسجين الواصلة إلى الرئة، وتزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم، وهذا يعمل على إنخفاض عملية الشهيق لديهم، كل هذا يؤدي إلى إصابة المريض بارتشاح رئوي بعد جراحة القلب المفتوح.
(ب) قصور وظائف الكُلى .. من المعروف علميًا أن خلال الفترة العمرية ما بين الثلاثين والثمانين، يقل اندفاع الدم إلى الكُلى بنسبة أكثر من النصف، هذا بالإضافة إلى إنخفاض عدد وحدات النفرونات والنقص الملحوظ في الكبب.
كل هذا يؤدي إلى ضعف تصفية المواد الضارة الموجودة في الدم؛ وهذا بسبب همود كُلوي يصيب وظائف الكُلى مع التقدم في العمر، لذا بعد جراحة القلب المفتوح يجب إمداد المريض بالسوائل والشوارد اللازمة للجسم.
(ج) قصور وظائف القلب .. كلما تقدم الإنسان في العمر كلما ضعف الاستقلاب الحيوي لدىه، هذا بالإضافة إلى ضعف عضلة القلب، حيث يُصبح بروتين كيناز منخفض وضعيف.
وبالتالي يقل الانقباض لدى العضلة القلبية، هذا فضلاً عن إنخفاض مستويات بيتا الذي يجعل هناك عدم توازن بين الجهد المبذول ونبضات القلب، ويُصاب القلب بالانكماش كما يتحول نسيج القلب الغروي إلى ما يشبه الزجاج.
لذلك يخضع كبار السن قبل إجراء عملية القلب المفتوح وبعد إجرائها لبعض الإجراءات الطبية الهامة، مثل:-
إجراءات طبية قبل عمليات القلب المفتوح لكبار السن
أولًا – قبل إجراء الجراحة
- الاطلاع على التاريخ المرضي للوقوف على معرفة الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض والمشاكل الصحية.
- ضبط مستويات السكر لدى مرضى السكري.
- ضبط ضغط الدم المرتفع.
- إجراء فحوصات دم شاملة لوظائف الكلى والكبد.
- معرفة حالة أداء الرئتين والقلب بدقة.
- عمل فحوصات للجهاز الدوري.
- إجراء فحوصات دم كاملة لمعرفة أداء كل وظائف الجسم.
- عرض نتائج كل الفحوصات التي تم اجرائها على الطبيب الذي سوف يجري الجراحة وكذلك طبيب التخدير لتقييم الحالة المرضية للمريض.
- تناول بعض الأدوية التحضيرية والتي يقررها الطبيب الجراح قبل إجراء الجراحة بهدف تدعيم جهاز الدوران ككل والقلب والجهاز التنفسي.
- تناول المريض سوائل مغذية وشوارد وبروتينات قبل إجراء العملية.
- ممارسة المريض لبعض التمرينات التي تحفز وتُحسن من وظيفة التنفس وتوسيع القصبات الهوائية.
- إجراء فحص نسبة تخثر الدم.
- تناول المريض للمضادات الحيوية، التي تحميه من الإصابة بالالتهابات بعد الجراحة.
ثانيًا – بعد إجراء الجراحة
- مراقبة المريض خلال الجراحة وبعد اجراؤها، من خلال جهاز المونيتور.
- متابعة حالة القلب وجهاز الدوران ومعرفة الضغط الوريدي والشرياني.
- عمل قياس التوتر الرئوي.
- عمل فحوصات مخبرية دورية كاملة، لمعرفة نسبة البول في الدم، وحالة وظائف الجسم بشكل عام.
- حس المريض على الحركة وممارسة رياضة خفيفة، تحت الإشراف الطبي بعد إجراء العمليه بفتره قليلة جدًا.
- تناول الأدوية المُوصي بها واتباع كافة التعليمات.
مضاعفات عمليات القلب المفتوح عند كبار السن
لعملية القلب المفتوح بصفة عامة مضاعفات من الممكن أن تحدث أثناء وبعد العملية، وربما تزداد نسبتها مع كبار السن الذين قد تجاوز عمرهم السبعين، ومن هذه المضاعفات:-
- زيادة نسبة احتمال حدوث قصور كلوي بثلاثة أضعاف.
- زيادة احتمال حدوث قصور تنفسي.
- يتعرض كبير السن لحدوث تغيرات عصبية ونفسية أكثر.
- يحتاج المُسن إلى كمية أكثر من الكاتيكولامينات.
- حدوث اضطرابات نظمية.
- التعرض للإلتهابات الجراحية.
ولكن مع التطور الذي شهده الحقل الطبي والجراحات، أصبح الخطر أقل ونسبة التعافي أكبر، خاصًة وإن تم الاختيار لطبيب جراح ماهر ومتمكن.
نسبة نجاح عملية القلب المفتوح بصفة عامة
لم تعد جراحات القلب المفتوح بنفس الخطورة التي كانت عليها عندما ظهرت، وهذا يعود إلى التقدم والطفرة التي حدثت في مجال الجراحات بشكل عام، ونسبة النجاح تعتمد في المقام الأول على السبب الطبي لإجراء الجراحة.
هذا بالإضافة إلى حالة المريض الصحية، وبصفة عامة بلغت نسبة نجاح العملية لدى البالغين بين 90 و 95%، وبلغت النسبة في نجاح عمليات القلب المفتوح الخاصة بالشرايين التاجية 95%، بينما بلغت في حالات الصمامات 97%.
نسبة نجاح عمليات القلب المفتوح لدى كبار السن
أما عن نسبة نجاح القلب المفتوح لدى كبار السن فقد بلغت 75% وهذا إذا كانت الحالة الصحية للمريض ليست سيئة، وتمت كافة الإجراءات الطبية بشكل صحيح.
مخاطر عمليات القلب المفتوح
عمليات القلب المفتوح رغم أنها جراحة كبيرة، لكنها أصبحت من الجراحات الآمنة بصفة عامة، لكن قد توجد بها بعض المخاطر التي ربما تظهر أو لا تحدث خاصًة بالنسبة للحالات المتأخرة وكبار السن من بعد السبعين عام، وتتمثل هذه المخاطر في:-
- حدوث نزيف.
- الإصابة بالتهاب في الجزء الذي تم فتحه في الصدر.
- مشاكل تنفسية.
- الإصابة بالتهاب رئوي.
- عدم الانتظام بضربات القلب.
- مشاكل في التركيز وضعف ذاكرة.
- إصابة الدماغ بجلطات.
- جلطات قلبية أثناء الجراحة
وبصفة عامة طالما كانت الحالة تحت الملاحظة الدقيقة، والجراح ماهر تختفي أي أعراض بعد التعامل معها.
ننصح أيضًا بقراءة: كل ما يجب معرفته عن إجراء عملية استئصال كلي لمسراق المستقيم
كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح
ليس هناك عُمر إفتراضي لمن خضع لإجراء عمليات القلب المفتوح، فالأمر من قبل ومن بعد بيد الله تعالى وحده، ثم الأخذ بأسباب السلامة والحرص على اتباع التعليمات بمنتهى الدقة، وحاليًا يتم استخدام دعامات لها خاصية الذوبان مما يجعلها بعد فترة من إجراء العملية جزء طبيعي في الجسم.